روشنه
تاريخ الاصدار | September 2012 |
ينفرد مروان عبادو بعوده، في عرضه الموسيقي «روشنة»، حيث يطلق العنان الى احاسيسه المتدفقة، يترجمها شجىً وقلقاً،على الاوتار، عبر العديد من الارتجالات والمقطوعات الموسيقية واغنيات تأتي ضمن المسار الذي عرفناه به منذ البدايات، حيث البساطة العميقة والسهل الممتنع والقلق الآني واولاً وأخيرا قضية وطنه «فلسطين».
يخلو عبادو، الى نفسه، بعيداً من الالات كلها، سوى العود، وبعيداً عن كل ما يمكن ان يشوّش حالته النفسية في الآن واللحظة، التي استولى عليه فيها، نوع من الحنين الى الذات الجوانية، والتفكر بما وعى عليه منذ الطفولة وما يدور من امور حوله، او حولنا، ليضع ما يعتمل في داخله من أمل ويأس معاً، وأفكار متضاربة في كلمات كتبها ووضع موسيقاها على انغام العود، وموسيقى اخرى وضعها لكلمات كتبها اخرون.
يلون مروان عبادو «روشنته» بتعابير موسيقية وايقاعية فرحة تتقافز فيها طفولته، وشبابه ونضجه فتبدو مسيرة حياته، في ظاهرها، حافلة بأدرينالين الصبا ومرح الشباب وتفاؤله، هذا للوهلة الاولى، فيما يتأكد لنا بعد هنيهة قصيرة من سماع اغنية مرحة سريعة مثل «شرق المتوسط»، انها حافلة ايضاً بحسرة وألم ووجع، وتهكم على الماضي السعيد، والتاريخ المجيد وأساطيرنا التي باتت على كل لسان من سندباد وعلاء الدين وفانوسه السحري، احنا من شرق المتوسط حيث الديموقراطية وتعددية الايديولوجيات، هذا الشرق المتوسط، الحافل بالأغاني والليالي من ألف ليلة وليلة ونص، ونفخر بالجنوب والشمال وبالهوى الميال، «…احنا من شرق المتوسط سيف ورمح وهجمة خيل.. كر وفر بعتم الليل، وإذا بدك لاحظ.. متنبي وجاحظ، وأُمرا وسلاطين ولغة بقواعد، وتحرير فلسطين مع الفجر الواعد».