الفنان مروان عبادو
” قد تجد صعوبة في الدخول الى عالم مروان عبادو في شرق تعود على تخته وعلى ركوده. ولكن ما ان تخطو خطواتك الاولى على عتباته، حتى يصبح خروجك منه مستحيلاً. تأخذك الموسيقى أولاً. بتلاوينها الآسرة: متوترة حتى الجنون، حنون حتى يكاد يدهمك الدمع. تتلاعب بك كما يتلاعب هو بها، بأنغامها، بآلاتها. تروح تحرض السمع على التخيل، وتتراءى لك لوحات. فتقول إن مروان عبادو يرسم بالموسيقى. بعدها تنشدّ الى الكلام فتراه معقوداً على النغم ليتمّه. لا هو النص مغنى ولا هو اللحن موضوعاً على نص. يتداخلان كروح واحدة، كأنهما خلقا معاً. كأن واحدهما يقول الآخر. كأن كل منهما يقول الاثنين معاً، ومعاً يقولان فلسطين. ليست تلك التي في الشعارات والخطب والصراخ النشاز. فلسطين مروان عبادو هي فلسطين الاسرار المفشية للمحبين، فلسطين الخارجة من قهر الخيمة والغربة، فلسطين الناس الطيبين المحمية في ذاكرتهم من كل تلف، المندورة لفرح آتٍ بلا ريب. فتقول إن مروان عبادو عاشق آخر من فلسطين ناقل للعدوى، وتبتسم ابتسامة الذي أصيب. ” لقد استدرجك مروان عبادو الى هذا الحب، وتروح ترندح : جايي مطر ليغيّر حال
طانيوس دعيبس- بيروت
نبذة قصيرة
مؤلف موسيقي وعازف عود فلسطيني، ترجع جذور موسيقاه الى المقامات والتقاسيم العربية، ويشكل الشعر العربي المعاصر مصدر الالهام في كلمات واغاني عبادو. هذه الاغاني اتخذت طابعا متفردا في الموسيقى العربية المعاصرة بايجاد علاقة فريدة بين العازف والمستمعين للعزف والكلمات. ويشتغل عبادو في موسيقاه مطورا ومبتكرا على المزج بين الاشكال الموسيقية الشرقية وعناصر الموسيقى الغربية وآلاتها. ولد في بيروت عام 1967، هاجر الى ڤيينا، النمسا، عام 1985، حيث هذب ريشة عوده على يد الاستاذ البغدادي عاصم الشلبي، وتابع دراسة العلوم الموسيقية وعلم الشعوب في جامعة ڤينّا.
ألف مروان عبادو الموسيقى لعدد من الافلام السينمائية والمسرحيات, كما اصدر عبادو اسطونات غنائية وشارك في اعمال موسيقية عازفا ومصاحبا لانشاد الشعر ايضا. اضافة للمحاضرات عن الموسيقى العربية في جامعة ڤيينا، واشرافه على العديد من ورشات العمل الموسيقي، نُشرت له العديد من المقالات والكتابات عن الموسيقى في جريدة النهار والبناء اللبنانيتين. كما صدر له كتاب ثقافي في اللغة الالمانية مع الكاتبة ڤيولا الراهب عن المطبخ العربي بين بيت لحم ودمشق. حصل على وسام جمهوري من وزارة الثقافة النمسوية على دوره في تعميق الحوار بين الثقافات، وحصل على لقب افضل الموسيقين في النمسا في مجموعة موسيقية ضمت الى جانبه عازفين من روسيا، بولندا، البرازيل والنمسا.